الأحد، حزيران ١٠، ٢٠٠٧


مع المفكر محمد شحرور
حوار: أُبيّ حسن- دمشق
الدكتور محمد شحرور مفكر سوري عُرف بقراءاته الخاصة والمعاصرة للنص، وهي قراءات مغايرة للشائع والمألوف والمكرس في العقول منذ قرون.
بدأ مشروعه الفكري يرى النور منذ أواخر ثمانينات القرن الماضي. يقول في غير مكان أن هزيمة حزيران (الشهيرة) هي التي دفعته إلى هذا المنحى من التفكير الذي أوجد له الكثير من الخصوم في العالمين العربي والإسلامي، كما أوجد له الكثير من المؤيدين والمشجعين من مختلف التيارات بما فيها جزء من التيار الإسلامي المنفتح. وإن كان هذا المشجع أو ذاك المعجب لايوافقه على طروحاته إلا أنه لا يستطيع إلا أن يحترم جهده ومثابرته. فقد صدر له أربعة كتب والخامس مايزال مخطوطاً بعنوان "الإسلام وأصول الحكم" الذي يذكرنا بالكتاب الشهير لعلي عبد الرازق في مصر قبل ثمانين عاماً.
أثار كتابه الأول (الكتاب والقرآن) عواصف وزوابع تمخض عنها ثلاثة عشر كتاباً نقدياً ، وآلاف المقالات، بعضها كفّره وأخرجه عن دينه، ومنهم من شبهه بسلمان رشدي. وهذا كله لم يثنه عن عزمه في متابعة مشروعه الذي لفت انتباه الكثيرين في معظم أنحاء العالم. ترجمت كتبه إلى اللغات الانكليزية والروسية والأندونيسية، فضلاً عن أن بريجيسنكي (مستشار الأمن القومي الأسبق في الولايات المتحدة الأمريكية) استشهد في كتابه الأخير"الاختيار: السيطرة على العالم أم قيادة العالم" بكتاب د. شحرور (الكتاب والقرآن)، مستغرباً كيف لم تول الحكومات الأمريكية المتتالية النظر لأمثال هؤلاء المفكرين العقلانيين.
في هذا الحوار معه نتطرق إلى بعض ماورد في كتبه من أفكار ورؤى، كما نتطرق إلى مواضيع راهنة من حيث واقعيتها والتي ربما ما تزال ماثلة أمام العقل العربي منذ ألف عام، منها على سبيل المثال لا الحصر، المأزق الذي يعيشه الفكر الإسلامي منذ قرون، ومدى إمكانية تعايش الإسلام مع العلمنة، ومدى حاجته لها كي يستطيع الانفتاح
على العصر.
في مكتبه الهندسي المتواضع وسط دمشق كان الحوار الآتي:
*قال تعالى في سورة البقرة: "وعلّم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال انبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين" 31- البقرة. في تفسيرك للآية تقول (عرضهم) هي للدلالة على أن السمات للمشخصات حصراً، إذ هي تعود للمسميات لا للأسماء. انطلاقا من رأيك قد يتساءل البعض:أما كان يجب استخدام (عرضها) بدلاً من (عرضهم) وهي المفترض أن تكون هنا للعقلاء، وليس لكل المشخصات ؟ هذا فضلا عن وجود الميم في (عرضهم) وهي علامة جمع الذكور للعقلاء.
**لو كان يقصد الأسماء، لقال: وعلّم آدم الأسماء كلها ثم عرضها. هذا لو كان يقصد الأسماء، لكنه يقصد المسميات، وهو عرض المسميات. ماذا يعني هذا.؟ يعني أنه عندما بدأ بتعليم اللغة لآدم بدأ بالمشخص إذ لا يوجد مجردات، بافتراض أن المجردات لا تُعرض مثل: التوبة، المغفرة، العشق….الخ .
إذاً علينا أن ننتبه إلى دقة الخالق عندما قال (ثم عرضهم). ماذا عرض.؟ بالتأكيد عرض المسميات كلها، وهذه الـ (كلها) تعني كل ما هو موجود حول آدم. النبأ أصله الصوت، إذ يقول اللسان العربي: سمعت النبأ. أي سمعت الصوت. ولهذا قال لآدم: أنبئهم بأسمائهم، ولم يقل له: أنبئهم أسماءهم. أي أن السمة التابعة للشيء هي النبأ نفسه
.......
لقراءة بقية الحوار زر الرابط التالي: سورية إلى أين؟؟